معرفة الإمام الحسين عليه السلام .
ومن أهمية المعرفة الحسينية ما جاء عن الإمام
الكاظم عليه السلام : "أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشط الفرات إذا
عرف بحقه و حرمته و ولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر" لقد أشترط الإمام
الكاظم في الرواية للحصول على ثواب الزيارة أن يكون الزائر عارفا بحق و حرمة و ولاية
الإمام الحسين عليه السلام فشرط الثواب هوىالمعرفة ! و الروايات بهذا المعنى كثيرة عن الأئمة
عليهم السلام فبقدر معرفتنا بالحسين تكون تلبيتنا أصدق و عبرتنا على مصابه أسرع و أجر
زيارتنا له أرفع ... ؛ كما في الحديث عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله و سلم إن
زيارة الحسين تعدل حجة و عمرة ثم ضاعف حتى يصل إلى الف حجة و عمرة إن هذا التفاوت هو
بقدر المعرفة بالحسين فمن كانت معرفته الحسينية بمقدار معين كان ثوابه بقدر تلك المعرفة
؛ و هذا ما يوجه به علمائنا الأجلاء هذا الحديث .
وهذه الأيام العاشورائية فرصة للبحث و المطالعة
في المقامات الحسينية و سيرته العظمى ؛ خصوصا الشباب الذين يملكون أدوات البحث العلمي
و المعرفي من خلال ما أكتسبوه في دراستهم الأكاديمية فعلينا توظيف هذه المعرفة و القدرة
في الجانب الحسيني .
كما إننا إذا أردنا ان نفهم النهضة الحسينية
بأبعادها المختلفة ليس لنا سبيل لذلك إلا بالمعرفة الحسينية من خلال المطالعة ؛ و لهذه
المعرفة ثمرة كبرى هي معرفة الله عز و جل كما عن أمير المؤمنين عليه السلام :
"نحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز و جل إلا بسبيل معرفتنا" . بالتأكيد ليس
لنا استطاعة لمعرفة الحسين عليه السلام حق معرفته فصاحب النقص لا يحيط بالكمال حتما
.
ختاما ؛ جاء في زيارة الناحية المقدسة
: "السلام عليك سلام عارف بحرمتك ، المخلص في ولايتك ، المتقرب إلى الله بمحبتك"
، فنلاحظ أن الإمام الحجة عجل الله فرجه قدم المعرفة على الولاية و المحبة ؛ وكأنه
يشير إلى أن المعرفة هي مقدمة و مفتاح للولاية و المحبة ، "اللهم عرفني حجتك فإنك
إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني".
ماجد عبدالهادي الفردان
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق