شبيه الرسول و شبل الأمير
"أشبه الناس خلقا ومنطقا وخلقا برسولك
, و كنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه" هكذا وصف الإمام الحسين عليه السلام الابن الأكبر من أبنائه , هذا هو
علي الأكبر , جامع الصفات الهاشمية , هو بأس حمزة , و شجاعة علي , و هيبة الحسن ,
و إباء الحسين , و خلق محمد , صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
سمي شبيه النبي ، فترعرع الأكبر وترعرع
معه جمال النبي صلى الله عليه وآله ، ونما فيه الكمال ،
وأزهرت حوله الآمال ، وبلغت محبيه لدى آل النبي صلى الله عليه وآله
مبلغ الوله والعشق , فكان إذا تلا آية ، أو روى رواية كان كرسول الله صلى الله عليه
وآله في كلامه ومقامه , وأضاف على شبه النبي صلى
الله عليه وآله في الجسم , شبهاً بجده علي عليه السلام في الاسم ، كما شابهه في الشجاعة
، وفي تعصبه للحق .
و ورث من أبيه الحسين و عمه الحسن
عليهما السلام الشجاعة و العلم ، و الكرم و السؤدد و الفصاحة ، و البصيرة و التقوى
و اليقين و الإخلاص و التفاني في الدين .
ولد الأكبر عليه السلام في المدينة المنورة في 11 من شهر شعبان سنة 33
للهجرة , أمه من بيت شرف و رفعة , ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ,
يكنى بأبي الحسن و يلقب بالأكبر , و هو أول من أستشهد في واقعة الطف من بني هاشم ,
و قد أبدى شجاعة عظمى في يوم عاشوراء حيث شد على القوم و أكثر فيهم القتل حتى قتل تمام المائتين حتى أستشهد , دفن في قبر مستقل كما كان للعباس عليه السلام و
حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه , و تميز قبره بأنه محاذياً و متصل بقبر أبيه سيد الشهداء
عليه السلام , و عمره الشريف 27عاماً .
و قد تميز علي الأكبر بمباشرة الإمام زين
العابدين عليه السلام لدفنه , تمييزاً له عن بقية الشهداء رضوان الله عليهم أجمعين
, و تفرد عليه السلام بزيارات مستقلة إشعاراً بسمو مقامه ، وعظيم درجته عند المولى
سبحانه وتعالى .
و يكفي في بيان عظمته تأمل كلمة الإمام
الحسين عليه السلام عندما وقف على مصرعه فقال "قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم
على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله" و يستشف من هذه الكلمة
عظمة الشهيد فحرمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لا تنتهك إلا بقتل من بلغت منزلته
، العلو والرفعة والقرب من الله سبحانه وتعالى .
و نستعرض هنا قول الأئمة عليهم الصلاة
و السلام في علي الأكبر عليه السلام :
جاء في زيارة علي الأكبر المنسوبة
للإمام الصادق عليه السلام : (السلام عليك وعلى روحك وبدنك , بأبي أنت و أمي من مذبوح
ومقتول من غير جرم بأبي أنت و أمي دمك المرتقى
به إلى حبيب الله ) فأي عظيم أنت أيها الأكبر حيث يفديك الصادق بأبيه و أمه ؟!
و جاء عن الإمام المهدي عجل الله فرجه
الشريف , مسلماً على علي الأكبر في زيارة الناحية المقدسة : (السلام عليك يا أول قتيل
من نسل خير سليل ، من سلالة إبراهيم الخليل ، صلى الله عليك وعلى أبيك) .
و هذا مما يدلل على أن علي الأكبر عليه
السلام يتلو المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم في الفضائل والمكارم ، إلا في ما خصهم
به الله سبحانه وتعالى من بين خلقه , و في ما تقدم شواهد .
فسلام الله عليه يوم ولد و يوم استشهد
و يوم يبعث حياً .
__________________________
بقلم / ماجد عبد الهادي الفردان
المصادر :
1.
علي الأكبر ابن الإمام الحسين , علي
محمد علي دخيل .
2.
حياة علي الأكبر , محمد علي عابدين .
3.
موسوعة عاشوراء , جواد محدثي .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق